Democracy

Democracy

Tuesday, December 1, 2009

رؤية وشهادة:"كافي عاد"

القت ممثلة هيئة ارادة المرأة الكلمة المرفقة عشية العيد في ندوة اقامها الاتحاد الوطني لطلبة العراق بالتعاون مع الجامعة الدولية السورية دعما للحملة العالمية لاطلاق سراح المعتقلات العراقيات
ليس منا من لا يعلم بأحوالنا نحن شعب العراق نساء ورجالا وأطفالا وسماء وأرضا والنهرين العظيمين حتى باطن الأرض يخبرنا لماذا الغزاة منذ 2003 جعلوا العراق مرتعا للانتهاك ووطنا مسروقا من أهله وشعبه، أصحاب المصلحة في تقرير مصيره والدفاع عن وجوده دفاعا عن حقهم في الوجود..في الحياة والحرية والكرامة ...
إننا لا نسمع على بعضنا البعض قصة مأساتنا وكأن لا خيار لنا سوى أن نبكي مأساتنا، بل أننا نسعى سويا لأن نفعل ما علينا فعل.
كافي عاد
تتناقل الأخبار عشية عيد الأضحى المبارك نبأ قرار تنفيذ إلاعدام بعشرات من نسائنا والمئات من رجالنا، إذ أن إعدام مليون ونصف المليون عراقي لم يكفهم خلال سنوات الاحتلال السبعة ولم ترو فرق الموت عطشهم إلى الدماء، فتماهوا في غيهم بحثا عن أعناق لم تنخر بعد...
تتناقل الأخبار أن نساءنا لا يعانين من اللامساواة بينهن وبين الرجال، وأنهن شريكات للرجال في الموت وحصاد مآسي العراق تحت هوان الاحتلال وما جاء به ومن جاء بهم .. ومع حجم المأساة التي تلف بحياة العراق، ومع إصرار الجلاوذة على إعدام النساء أسوة بالرجال فإننا لا ندعوكم إلى البكاء على مآسينا، وإنما ندعوكم لتصرخوا مع تلك الأم العراقية التي لوحت أمس بيديها أمام الملأ غير آبهة بسطوة الظلم والتي قالت بأعلى صوتها: كافي عاد
في مثل هذا الجمع، والشباب فيه هم مستقبل العراق، وخارطة آماله..ندعوكم للوقوف بوجه العسف والظلم ملبين نداء الأم العراقية في مشروعها الحاسم الذي تختزله كلمتان: كافي عاد.
الشهادة:
(7) سبع سنوات من الانتهاك، وكما عددنا على أشجار أعمارنا سنوات الحروب وسنوات الحصار....ها نحن نعد سنوات الاحتلال والجور الذي جاء به، نتخذ قصة المرأة نموذجا لما جرى ويجري في العراق"الجديد" بين قوسين، لسببين لهما مغزى، السبب الأول يرتبط بمشروعهم في العراق الذي سوغوا احتلاله تحت شعار تحرير المرأة. والسبب الثاني يرتبط بحركة المرأة في العراق وماهية هذه الحركة تاريخيا والتي نسجت بين مشروعها نحو الانعتاق ومشروع تحرير بلدها والنهوض بمجتمعها.
أن المرأة في مقاييس علم الاجتماع وعلم الاقتصاد وعلم السياسة هي مقياس تخلف هذا المجتمع أو تطوره، وهي صورة المجتمع بكل جوانبه، ليس لأن المرأة نصف المجتمع فحسب بل لأن المرأة والرجل معا جناحا المجتمع، بهما يرفرف نحو الطموح، وبدونهما يغوص المجتمع في الظلام، إذ لا حياة لمحلق بأجنحة متكسرة.
إن شهادتنا- اليوم- ترمي إلى الكشف عن وسائل العدو احتلالا كان أم أتباعا في استخدام المرأة وسيلة لكسر إرادة المجتمع الناهض نحو الحرية، كما أن شهادتنا تثبت أن حرائر العراق مثل أحراره لن يسمحن ولن يسمحوا للظلامية أن تجعلنا امة ذات أجنحة متكسرة ...هو ذا المغزى وإلا فما الجدوى من أخباركم بما تعلمون.
فلسفة الانتهاك:
على مدى السنوات السبعة الماضية ومنذ آذار 2003 عمل العدو على ثلاثة محاور في مشروعه لإنجاز احتلال العراق:
الأول: اعتماد الفوضى المدمرة وتفجير قنبلة الديمقراطية لإخراج العراق من نظام سيادة الدولة إلى نظام سيادة الطوائف على قاعدة وحدة الصراع أو التوافق المهزوز إذ لا توافق خارج وحدة مصالح الشعب لكن هذا النظام كما في لبنان يمنع تحقق وحدة مصالح الشعب في الوطن ويبقي على لعبة الصراع بيد جنرالات الطوائف.وذلك ما عليكم أن تعوه دون الوقوع في مطب عملية تزييف الوعي وتزييف الصراع وتغيير مجراه الطبيعي.
الثاني: اعتماد السرقة والنهب والفساد والرشا قاعدة للمشهد العراقي، وبذلك يغطي العدو وسماسرته على الأسباب الجوهرية لاحتلال العراق، وعلى رأسها سرقة العراق اقتصادا، وجغرافية، وعمقا إقليميا وقوميا للمنطقة والأمة، وبهذا المعنى فإن حرب الإبادة تمسي ضرورة موضوعية لمشروع الاحتلال، وبهذا المعنى أيضا نفهم لماذا خسر العراق مئات الآلاف من أبنائه ( الرقم المرصود مليون ونصف) في مواجهات مصطنعة قادتها المليشيا الطائفية، لم نضف إلى الرقم خسائر الحرب وحرب الحصارات، بل نفهم لماذا يولد أربعة أطفال أمواتا يوميا في منطقة صغيرة واحدة مثل الفلوجة، إنها أرقام نأتي بها على سبيل المثال والتجسيد، كما أنها تعكس عمق حرب الإبادة التي نتعرض لها.
الثالث: اعتماد سياسة الترهيب المستمر باعتماد آلية اختطاف النساء والأطفال والاتجار بهم في مشاريع وعمليات مافيا الرقيق الأبيض وهي آلية مربحة إذا ما حافظت العصابات على حياة سلعة التجارة هذه، وهي تجارة مربحة إذا ما تم استغلالها بقذارة في تجارة الأعضاء، وهي تجارة مربحة إذا ما تم استغلالها للمقايضة عليها بالمال في حال قتلها أو الإبقاء عليها حية،(على الأكثر قتلها) إلا أنها التجارة الأكثر ربحا للعدو، كونها تقوم على خلخلة الأمن النفسي والاجتماعي للأسرة والمجتمع، وهو المطلوب في سياسة احتواء العراق، خارطة وأرضا وشعباً وأسرة ومجتمعا، في سياق تدمير قواعد السيادة والكرامة.
ترجمة نموذجية:
لماذا اعتقال النساء، في مجتمع يضع المرأة قيمة للحرية والشرف، أي يضعها في أعلى مراتب القيم:
هنا لن نجيب تنظيرا إنما سندع الوقائع تتحدث، ولأن الوقائع اكبر من أن نجردها في هذا المحفل فإننا سنذكر مؤشراتها:
· البدء باعتقال مسئولات في اتحاد النساء، حزبيات، زوجات وأخوات المسئولين في النظام الوطني،و نساء المقاومين. وكانت التهم التي توجه ضدهم: بعثيات ودعم الإرهاب، ثم تثبت جملة (Bad Woman ) على بعض الملفات بشكل اعتباطي في سعي لخلط المفاهيم:
· امرأة عربية في كركوك تم الاعتداء على بيتها، من قبل مليشيا بعينها، قتل زوجها وأفراد أسرتها، هدم منزلها، ثم رميت في العراء، ليعتقلها جنود الاحتلال، في سجن "أبو غريب" ومن ثم التفسيرات، عاشت أياما سوداء، امتنعت عن الطعام والكلام، قالت لمندوبتنا: لن أتحدث إلا أمام وسائل الإعلام وأعلن أمامها موتي.
· في سجن التسفيرات بالرصافة تم انتهاك امرأة عراقية بشكل بشع من قبل الشرطة المحلية تحت مرأى جنود الاحتلال (لاحظوا هذا التناغم وما يدل عليه).
· إحدى المعتقلات التي لم تتجاوز السابعة عشرة (بداية عام 2006) وجه لها سؤال خبيث (عذراء أم لا) متزوجة أم عازبة؟/ اتصل أهلوها بنا، يستصرخون الضمير خشية من تبعية هذا السؤال بينما كان السؤال الأول الذي يوجه للمعتقل: هل أنت شيعي أم سني/ وكان المعتقلون يحجرون في أقفاص طائفية.
· إحدى المعتقلات بدرجة دكتوراه في علم الاقتصاد السياسي، ومسئولة نقابية اعتقلت بوشاية، كتب على ملفها مصطلح (Bad Woman ).
· أقر أمامنا احد المعتقلين المطلق سراحهم أن زميله في المعتقل "العراقي" اعترف أمام المحقق بكل التهم الموجهة ضده كذبا وظلما وبهتانا ودمغ الاعتراف ببصمات أصابعه العشر، لأن المحقق العراقي هدده بإحضار زوجته. احدهم اقر أنهم ساوموه على أمه، فاعترف بما يريدون. احدهم تعرض لجلد قاس بالكيبلات وهو مغمض العينين، ومكتف اليدين، تمتموا في أذنه، ماذا لو ننقلك إلى حيث " فلانة" تنال حصتها من التعذيب!
جئتكم بأمثلة تصلح أن تكون نموذجا لأساليب التهديد والمساومة والانتهاك والتزييف اشترك فيها الأمريكيون وحاملو الجنسية العراقية، أما الوقائع حول اعتقال النساء آلاف النساء، واعتقال الرجال عشرات الآلاف من الرجال، تفضح أساليبهم في الانتهاك وتكشف عن فلسفة يراد تعميقها ترمي إلى:
1- تحطيم صورة المرأة والقيمة العليا التي ترمز للحرية والشرف التي وضعها مجتمعها فيها.
2- تحطيم صورة الرجل والقيمة التي يجسدها اجتماعيا، بما تعنيه الرجولة من شهامة وشجاعة وكرامة وقدرة على المواجهة والمقاومة.
اليوم ..وهم يتشدقون بلعبة الديمقراطية وقنبلتها الموقوتة كم يريد الاحتلال، يخوضون اللعبة نفسها: حملات مجنونة في كل بقاع العراق ليس لاعتقال القتلة والمجرمين والفاسدين الذين سرقوا أموال العراق على مرأى من العالم، وإنما لاعتقال الأحرار واعتقال نسائهم رهائن لهم، الوقائع تحدث أمامكم والمعنى واضح، وفي الوقت الذي نعلم فيه جميعا من قام بالتفجيرات الأخيرة كما نلم بالأسباب في سياق تنافسهم فيما بينهم على التهام العراق بمعية الاحتلال، تقف واحدة من أمهاتنا وهي تكشف عن حقيقة التزوير وقد اضطر بعضهم للتنصل منه على قاعدة تنافس القوائم وتصرخ بملء فيها: كافي عاد.
موقفنا في سياق منظورنا القانوني
إنها مبادؤنا التي نجاهد من أجلها ونناضل ونقاوم بها مشاريع المستبدين , إنها دربنا إلى عراقنا الذي نريد نحن الجناح الذي لا يرفرف مشروع التحرر بدونه....نحن الحرائر صنو الأحرار، الشريكات في صناعة المصير ورسم معالم المستقبل، إنها مبادؤنا ودليل عملنا، فيها تتوحد مصالحنا...وبها نتحرر:
1- خروج الاحتلال من العراق فورا دون قيد أو شرط
2- أن يستعيد الشعب العراقي العراق في خضم مشروع الحرية والتحرير لينهض بعراق حر واحد موحد مستقل على قاعدة السيادة وفق المنطق الطبيعي لمفاهيم السيادة والاستقلال
3- ان يضع المشروع الوطني العراقي فلسفة قانونية حول المرأة تنطلق من المكاسب التي حققتها لنفسها وترفع سقف حقوقها بما ينسجم والقيمة التي تجسدها.
أما على مستوى أهدافنا القريبة والمباشرة فإننا ندعو إلى تفعيل الحملة العالمية من اجل إطلاق سراح المعتقلات بغض النظر عن العدد والتهمة كما ندعو إلى منع تنفيذ حكم الإعدام بنساء عراقيات صدر الحكم ضدهن بغض النظر عن العدد والتهمة.








www.iraqiwomenswill.blogspot.com
email:womenwillbody2004@yahoo.com



دعوة
لتفعيل حملة وطنية تدعم رؤية المرأة العراقية في المشروع التحرري




في خضم خمسة اعوام من الاحتلال الذي انتهك تفاصيل الحياة اليومية للفرد العراقي من جهة، والمجتمع العراقي من جهة اشمل، سعياً الى تصحير العراق من نواته الحية، وتحويله الى مجرد آبار نفط في صحراء لا يسكنها انسان، سوى موظفي الشركات الاحتكارية.
وفي خضم حيوية الصراع بين المشروع التحرري العراقي المقاوم للهيمنة والاستغلال والساعي للانعتاق بالبعدين الفلسفي والاخلاقي فإننا نحن النساء العراقيات، المنتميات الى المشروع التحرري بأبعاده الوطنية والقومية والانسانية والحضارية، نعلن أننا ندرك أبعاد مشروعنا الانعتاقي ومواقع اقدامنا فيه، كما ندرك كيف نصوغ معادلة الانعتاق على قاعدة: لا ذكر لا انثى، لا سيد لا عبد، لا غني و لا فقير.....
بمعنى ان لا مالك و لا مملوك بل انسان حر، بغض النظر عن الجنس او العرق او المذهب او الهوية الضيقة....
وبمعنى تفصيلي، فإننا نحن النساء العراقيات نصوغ مشروعنا على قاعدة الانسان الحر الصانع للعدالة عقداً اجتماعياً، والمنتج للفكر التحرري على قاعدة الانسان في توجهه التاريخي.... المستقبلي.
وعليه ...فإن المطبات التي يصنعها لنا العدو المناهض للحرية والتقدم، مهما استغل من وسائل قد تبدو فيها ان صورة المرأة العراقية هي صورة سلبية، هي مطبات لا تمثل إلا اطراف اللعبة، أما ماتصبو اليه العراقية الحرة، فهو مشروعها التحرري نحو الانعتاق الكلي على قاعدة الانسان والتاريخ.
وعليه ايضاً.... ندعو جميع قوى التنوير والقوى المقاومة للاحتلال، والنخب الفكرية والوطنية في المشروع التحرري الى دعم حملة المرأة الوطنية في ترسيخ رؤاها في المشروع الوطني القومي الانساني التحرري.



هيأة أرادة المرأة
بغداد العراق
تشرين الثاني 2007