Democracy

Democracy

Wednesday, April 11, 2007

WWA at the Social Forum in Damascus

تداعيات الاحتلال على واقع المرأة العراقية

ودورها النضالي

عقد المنتدى الاجتماعي بمقره في دمشق ندوة في التاسع من نيسان، قدمت فيها "هناء إبراهيم" رئيسة هيأة إرادة المرأة ورقة بعنوان " تداعيات الاحتلال على واقع المرأة العراقية ودورها النضالي" . أعقب ذلك حوار ومداخلات حول الحالة العراقية داخل العراق وفي البلدان المضيفة لمئات آلاف المهاجرين. ندرج أدناه نص الورقة:

اسمحوا لي قبل كل شيء أن اخرج عن مسار اللقاء برهة، والمناسبة الذكرى الرابعة لاحتلال العراق:

فاسمحوا لي أن أتقدم ببعض الإهداءات لغرض في نفسي:

فإنني اهدي السيد وليد جنبلاط و لا ادري بماذا أوصفه أبصفة زعيم طائفة درزية أم بصفة قيادته للحزب التقدمي الاشتراكي:

اهدي دماء شعبي ونسلي ووطني الجريح بهذه المناسبة التاريخية وبمناسبة اشتهائه أن يمتلك لبنان،رجلاً مثل احمد الجلبي جوكر الليبرالية الجديدة القادر على اقتناص فرصة التغيير لإحداث زلزال تاريخي يليق بأحلام "العالم الجديد" و "المشاريع الجديدة" "لأوطان جديدة" تقودها جنرالات الطوائف على قاعدة الديمقراطية المبشرة في القرن الواحد والعشرين، وفضاؤها الفذّ العراق المدمى المشظى، ووحش الموت الجائع وانكسارات في النفس العراقية....نتمنى أن تتجاوزها ....بقوة الحياة القابعة فيها.

كما اهدي مشروع الديمقراطية على قاعدة "الهويات القاتلة" إلى الباحث فالح عبد الجبار الذي تناوب التنقل حسب مزاج الريح من حزب البعث إلى فصائل المقاومة الفلسطينية فصيلاً فصيلاً،ثم إلى الأطروحة المجالسية للعفيف الأخضر ثم إلى الحزب الشيوعي العراقي ثم إلى مقاعد الليبرالية الجديدة في معاهد الأبحاث الأمريكية.

وبالضرورة اهدي "العراق الجديد" بكل تفاصليه ومتاهاته إلى ذائع الصيت العفيف الأخضر.... أطال الله في عمره وحفظه ورعاه.

أما بعد

فأقول مع النفري: من لم تكن به حقيقة كيف يضير أو ينفع"

ولي أن أوصي شعبي ونسلي وأمهات العراق المتوحدة قلوبهن بالفجيعة، أن العراق أمانة في الأعناق، والتي تطاولت على الاحتلال والانكسار والغدر والذل والاستغلال والبيع على المكشوف فوق الطاولات وتحتها...

فالإنسان العراقي جدير بأن ينفع المشروع التحرري الإنساني لأن به حقيقة.

أما بعد...

يؤذينا أن نكون بينكم و نحن ما زلنا نمارس عادة العد على أصابعنا لنسقط عاما فعاما من عمر الاحتلال وهو يمضي في غيه يصادر العراق شكلا ومضمونا , عقلا وقلبا وروحا لإجهاض المشروع القومي التحرري على حساب حق الأمة في الوجود و صناعة المصير .

كنا قد بدأنا ممارسة هذه العادة السقيمة بالعد على أصابع أطفالنا أعوام الحرب العراقية ـ الإيرانية , كبر أطفالنا , ودخلوا مطحنة الحرب اللعينة قبل أن تنتهي . وما أن احتفلنا برش ماء الفرح يوم صمتها في 8ـ8ـ 1988 , بعد طول انتظار التهم رجالنا وشبابنا , ورمّل نساءنا , ويتم أطفالنا , وكذلك حصل في إيران, حتى دخلنا مطحنة الكويت , ثم الحرب الإمبريالية الثلاثينية التي حطت علينا مدمرة البنية التحتية للمجتمع و الدولة , وعمل العراقيون على إعادة البناء تحت شعار : تبا للمستحيل . كما حاولوا القبض على النفوس التي يصعب إعادة بنائها , بينما حرب الحصارات تعبث بالأرواح والعقول والقلوب والنفوس على مدى ثلاثة عشر عاما , وأخذت المرأة العراقية تناضل من أجل حياة أطفالها مرة أخرى , فهل أفلحت ؟ ذلك كان المسعى، لكن تداعيات الحروب والحصارات اجتماعياً واقتصادياً نالت من بنية مجتمع المرأة والأسرة، والعراق كله، فتراجعت أولوياتها إلى أولويات حاجات مجتمع الحصار، وتراجع موقعها ومكانتها عن المكاسب التي حققتها لنفسها منذ أربعينات القرن الماضي وعمقتها في اثر مكاسب التأميم وسياسات التنمية على المجتمع العراقي، وها هو الاحتلال وتداعياته السياسية التي أنتجت نهجاً طائفياً، يقوده جنرالات الطوائف، أخذ يمضي بآلته العمياء يسحق شروط حياة الإنسان العراقي ، أما المرأة فخضعت للارتداد إلى الوراء أفقيا وعمودياً، وقد التهمت حقوقها الأولى والتي تتجلى بحق الحياة وحق الحرية وحق الكرامة، التهمت على مذهب " الفوضى البناءة " بين قوسين

أيها الحضور الكريم...

لسنا بصدد تقديم شهادة، والفضائيات والى جانبها مواقع الانترنت مزدحمة بأخبار وتقارير حول الانتهاكات التي يتعرض لها المجتمع العراقي نساء ورجالاً شيباً وشباباً وأطفالا... كما أننا لسنا بصدد إثارة عواطفكم نحو المأساة العراقية لنغير مزاجكم الانتخابي، فأنتم لستم شعوب أمريكا وبريطانيا وأوربا أو حتى آسيا وأفريقيا، تحتاجون إلى حقائق ما يحدث على الأرض، لتقرروا مصير "الحزب الحاكم" في مرحلة التهيؤ لانتخابات مصيرية...

إننا نحن الشعب العراقي والسوري في مساحتنا العربية وارتباط مصالحنا مصيرياً، ندرك أبعاد المشروع الأمريكي في المنطقة إنطلاقاً من العراق، كما ندرك أسباب مآسينا في ظل نظام عربي، مارس دوره في مصادرة المشروع القومي التحرري، ولا اعتقد أن التاريخ سيهمل تسجيل دور بلدان عربية أو أقطار لا فرق ، في احتلال العراق، إذ أن أمريكا لم تقدم إلى ساعة الصفر إلا بعد أن أمنت المطارات والطرق ومعابر الحدود لتنجز مهمة غزو العراق.

إننا بينكم – الساعة- لنخوض في ما هو ابعد من الذكرى، الذكرى الرابعة لسقوط بغداد المصادفة في يوم 9 نيسان أي هذا اليوم الذي تستقبلوننا فيه بالمناسبة.

ولأن المرأة غير معزولة عما أصاب بلدها ومجتمعها وشعبها، ولأنها مع الطفل – الشريحة الأكثر هشاشة في حصاد الفواجع ولأننا منظمة نسائية انبثقت من تحت الدمار والرماد لتصوغ مشروعها الوطني وهي تعي مفردات مشروعها النوعي نحو الانعتاق كنوع اجتماعي، يتحمل أعباء مخلفات ثقافة التخلف، وأعباء التخلف نفسه، يضاف إليها أعباء احتلال بلدها، فإن منظور المرأة إلى واقعها والمستقبل ودورها في صناعة المصير، هو الزاوية التي سننطلق منها إلى الحوار . .

وهنا لا بد من أن نحيلكم إلى مرجعية قانونية اتفقنا نحن النساء أن نتعامل معها تحت السقف الدولي، إلى أن نعيد صياغة دستور وطني وقوانين وطنية خارج إرادة الاحتلال، وخارج إرادة التخلف هذه المرجعية التي لا يتعامل معها الاحتلال و لا هيأة الأمم نفسها، ويتحايل عليها من يمنحونه

الشرعية.

فان الاتفاقية الدولية لرفض كل أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) التي صادق عليها العراق منذ عام 1986 ودخل شريكاً فيها تنص ديباجتها على ضرورة استئصال شأفة الفصل العنصري وجميع أشكال العنصرية والتمييز العنصري والاستعمار الجديد، والعدوان والاحتلال الأجنبي والسيطرة الأجنبية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، إذ أن ذلك أمر أساسي في تمتع الرجال والنساء بحقوقهم تمتعاً كاملاً.

وعلى هذه القاعدة فإن هيأتنا وجدت أن أولوية المرأة اليوم هي إزالة الاحتلال، من بلدها وإزالة آثاره حتى تعبد طريقها نحو مشروع حريتها.

كما أن الاتفاقية تؤكد على مبادئ العدل والمساواة والمنفعة المتبادلة بين الدول، وإعمال حق الشعوب الواقعة تحت السيطرة الأجنبية والاستعمارية، و الاحتلال الأجنبي في تقرير المصير والاستقلال، كما تؤكد أن احترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية ستنهض بالتقدم الاجتماعي والتنمية وستسهم نتيجة لذلك في تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة.

وعليه، فإننا نساء الهيأة ونساء المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني الذي يشكل خيمة سياسية وطنية رافضة للاحتلال، تقر بطلانه، وبطلان ما نتج عنه، (والهيأة عضو فيه) ، ونقر تعاضدنا من اجل العمل في المشروع الوطني الرامي إلى إزالة الاحتلال وآثاره، بما يمكّن الحراك الاجتماعي العراقي من تمهيد الطرق نحو التقدم الاجتماعي والتنمية على قاعدة تحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل.

وليس خيارنا هذا، خياراً فوقياً لا يتلاءم وحاجات المرأة الراهنة تحت عسف الاحتلال وأعوانه: إذا أن مستوى البؤس الذي لحق بواقعها، حدد معالم مطالبها وحاجاتها النضالية واخذ البؤس أشكالا متعددة منها :

زج بالمرأة في المعتقلات وخضعت لانتهاكات بشعة إما بسبب معتقدها، أو بسبب معاقبة بيئتها المقاومة أو للضغط على الرجل وابتزازه.

تهديم بنية مجتمعها التحتية، والعودة بها إلى وسائل الحياة البدائية خارج حيز خيارها الحر .

- سرقة ثروات مجتمعها، وسرقة حقوقها فيها، وضياع مكاسبها وانتهاك شروط وجودها .

عزلها عن شروط وعيها من خلال زجها بالعزل الطائفي و النفسي والاجتماعي والسياسي خارج إرادتها وانعكس ذلك على وضعها الاجتماعي (الزواج، الطلاق، القتل على الهوية) وحصتها من المأساة.

تحويل مجرى الصراع، لتحويل مجرى حراكها على قواعد لا تؤكد مشروع حريتها، بل تدفع بها إلى الخضوع للهيمنة الطائفية والعرقية خارج مشروعها.

- زجها بالتبعية لمرجعيات فكرية لا تؤمن بها وفرض سلوكات كانت المرأة قد تحررت منها كالحجاب ألقسري، والزواج المذهبي، والتبعية المطلقة للرجل وصاحب المذهب...

وما إلى ذلك، ما استدعى عند المرأة الحاجة إلى التحرر من تبعيات مشروع الاحتلال عليها اولاً كنوع إنساني وثانياً كمواطنة مثلها مثل الرجل في حاجتهما لمشروع التحرير والاستقلال وصناعة المصير.

إن المرأة العراقية التي اختارت طريقها في مواجهة الاحتلال، فقد عملت بمقتضى ذلك، إذ لا تعيقها غمامة عن إدراك أن لا حرية للمرأة تحت الاحتلال وأن الحاجة إلى أداء سياسي ديمقراطي إنما هي صناعة محلية غير صالحة للاستيراد أو التصدير .



دعوة
لتفعيل حملة وطنية تدعم رؤية المرأة العراقية في المشروع التحرري




في خضم خمسة اعوام من الاحتلال الذي انتهك تفاصيل الحياة اليومية للفرد العراقي من جهة، والمجتمع العراقي من جهة اشمل، سعياً الى تصحير العراق من نواته الحية، وتحويله الى مجرد آبار نفط في صحراء لا يسكنها انسان، سوى موظفي الشركات الاحتكارية.
وفي خضم حيوية الصراع بين المشروع التحرري العراقي المقاوم للهيمنة والاستغلال والساعي للانعتاق بالبعدين الفلسفي والاخلاقي فإننا نحن النساء العراقيات، المنتميات الى المشروع التحرري بأبعاده الوطنية والقومية والانسانية والحضارية، نعلن أننا ندرك أبعاد مشروعنا الانعتاقي ومواقع اقدامنا فيه، كما ندرك كيف نصوغ معادلة الانعتاق على قاعدة: لا ذكر لا انثى، لا سيد لا عبد، لا غني و لا فقير.....
بمعنى ان لا مالك و لا مملوك بل انسان حر، بغض النظر عن الجنس او العرق او المذهب او الهوية الضيقة....
وبمعنى تفصيلي، فإننا نحن النساء العراقيات نصوغ مشروعنا على قاعدة الانسان الحر الصانع للعدالة عقداً اجتماعياً، والمنتج للفكر التحرري على قاعدة الانسان في توجهه التاريخي.... المستقبلي.
وعليه ...فإن المطبات التي يصنعها لنا العدو المناهض للحرية والتقدم، مهما استغل من وسائل قد تبدو فيها ان صورة المرأة العراقية هي صورة سلبية، هي مطبات لا تمثل إلا اطراف اللعبة، أما ماتصبو اليه العراقية الحرة، فهو مشروعها التحرري نحو الانعتاق الكلي على قاعدة الانسان والتاريخ.
وعليه ايضاً.... ندعو جميع قوى التنوير والقوى المقاومة للاحتلال، والنخب الفكرية والوطنية في المشروع التحرري الى دعم حملة المرأة الوطنية في ترسيخ رؤاها في المشروع الوطني القومي الانساني التحرري.



هيأة أرادة المرأة
بغداد العراق
تشرين الثاني 2007