Democracy

Democracy

Monday, April 16, 2007

Iraqi Women under occupation المرأة العراقية تحت الاحتلال

نص الكلمة التي ألقتها هناء إبراهيم رئيسة هيأة إرادة المرأة في الملتقى النسائي السوري العراقي الذي نظمته لجان دعم المرأة في دمشق مؤخراً:

المرأة العراقية تحت الاحتلال هو سبب وجودنا معاً في هذه الجلسة، كمجموعة نساء معنيات بحراك المرأة بين العراق وسوريا، ولكننا ما نلبث أن نقرّ بتوافق كبير أن القضية تكمن في احتلال العراق، وإننا لا نستطيع أن نعزل في هذه اللحظة التاريخية الحرجة والمرتبكة والسوداء حال المرأة العراقية تحت الاحتلال عن أحوال مجتمعها ووطنها.

كما لا تستطيع أي منا أن ترى صورة المرأة العراقية كما يتبناها جورج بوش في عراق جديد واختلافها عن صورتها وهي داخل الفاجعة، ونضع خطاً تحت الفاجعة لنكتشف عما تنضوي عليه هذه المفردة من دالات وكلمات ومعان، نسوقها كما تردنا عبر وسائل الإعلام والأخبار المبثوثة الموثقة أو نقلاً عن الشهود العيان،ونتوصل معاً إلى أن الفاجعة التي تداعت من أحشاء الاحتلال رمت بثقلها في العراق رعباً وموتاً وخطفاً واغتصاباً وسرقة ونهباً وفتنة طائفية وعنصرية، قتلاً على الهوية، واعتقالات عشوائية، وفتكاً بالبشر والأرض والمال والعرض، وإحلالا للدمار والفوضى، وانتهاكاً للكرامة والحرية والحياة بكل ما يشير إليها ويدل عليها، ولعل مقولة من سيء إلى أسوأ، هي المقولة التي يجيبك بها العراقي بمجرد أن تسأله " كيف الأحوال" ! سواء كان رجلاً أم امرأة ، طفلاً أم شيخاً مسناً، شيعياً كان أم سنياً، مسيحياً ولد أم مسلماً، عربياً عنصره أم كردياً.

ورغم إنني متهمة بالإسهاب في توضيح معالم صورة العراق بعد أربعة أعوام من الاحتلال إلا إنني أتمنى هذه اللحظة أن أواجه السؤال بالصمت، فالكلام اليوم يعجز عن لملمة أشلاء صورة العراق المغمسة بالدم والجثث المستباحة والمتروكة لسكين التمزيق بعبث همجي ليس بريئاً على الإطلاق، وليس هو من فعل غوغائية لا تعي ماذا تصنع في العراق.

إذن فإن السؤال عن أحوال المرأة في عراق يمضي فيه الاحتلال إلى الهاوية، لا بد أن يصاغ بأشكال متعددة

ماذا عن المرأة العراقية والمشاريع النفطية؟ أو ليس نفط العراق من أولويات أسباب غزو العراق؟ أي غزو وطن العراقية؟

أو نسأل

ماذا عن المرأة العراقية في مشروع التقسيم أو " الفدرلة" أو ليست تشظية العراق من أهم وسائل الغزو وآلياته سعياً للتحكم بمصيره حتى تخرج أمريكا منه منتصرة؟

أو نسأل

ماذا عن المرأة العراقية في ظل الفتنة الطائفية أو ليست الفتنة الطائفية هي استرجاع خبيث للهويات القاتلة؟ وبالتالي فهل المطلوب أن نبحث عن قضية المرأة العراقية انطلاقاً من شيعيتها أم سنيتها أم دينها أم عنصرها؟ وهل أمست الهوية العراقية، هوية تالفة منتهية الصلاحية لا نفع لها إلا بما يتطلبه الاستهلاك الإعلامي؟

سيداتي الناشطات في الحراك النسوي.

هذه بعض الصيغ لأسئلة مبعثرة لكنها تحيلنا إلى أولوية حراك المرأة العراقية في وطنها العراق، فالعراقية إزاء ما يحلّ بوطنها، هي مثلها مثل الرجل يقفان معاً أمام تحدي الاحتلال وتداعياته، وهذه الأولوية هي التي شكلتنا نحن نساء هيأة إرادة المرأة والنساء المنضويات تحت خيمة المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني بكل اتجاهاتهن الحزبية والعقائدية، وهو المدخل الذي نقف عنده لتتعرفن علينا، وقبل أن تخوض في الأسئلة والأجوبة نود أن نشير إلى بعض المؤشرات والدوافع في اتجاه حركتنا كحركة نسائية مناهضة للاحتلال تقاومه بالوسائل المبتكرة والمتاحة في الساحتين السياسية والإعلامية، ومع ملاحظة أن انطلاقتنا هي حركة نسائية وطنية تسيس حراك المرأة بهذا المعنى، لا تفصل بين مشروع حرية المرأة والمشروع الوطني، بل تزج بمشروعها في المشروع الجمعي على القاعدتين التاليتين:

لا حرية للمرأة تحت الاحتلال، إذن مناط بالمرأة وبالضرورة السعي إلى تحرير وطنها

لا ينجز الرجل – المجتمع مشروعه التحرري بدون أن يكون شريكاً مع المرأة في تحرير الإنسان فيهما من أسباب الخنوع والهيمنة

وهنا نحيل الحضور الكريم إلى ديباجة الاتفاقية الدولية لرفض كل أشكال التمييز ضد المرأة التي انضم إليها العراق عام 1986، بينما لم تنضم إليها أمريكا على الإطلاق كما لم تنظم إلى اتفاقيات دولية مهمة كاتفاقية كيوتو حول الاحتباس الحراري، ومحكمة العفو الدولية، وفي ذلك دلالة لا تخفى أسبابها عليكن ومما يأتي في نص الديباجة.

وإذا تشدد على استأصال شأفة الفصل العنصري وجميع أشكال العنصرية والتمييز العنصري والاستعمار و الاستعمار الجديد والعدوان والاحتلال الأجنبي والسيطرة الأجنبية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول أمر أساسي بالنسبة إلى تمتع الرجال والنساء بحقوقهم تمتعاً كاملاً، وتوكيد مبادئ العدل والمساواة والمنفعة المتبادلة بين الدول، وإهمال حق الشعوب الواقعة تحت السيطرة الأجنبية والاستعمارية والاحتلال الأجنبي في تقرير المصير والاستقلال، وكذلك احترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية ستنهض بالتقدم الاجتماعي والتنمية، وستسهم نتيجة لذلك، في تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة.

في منطقة أخرى من الحراك النسوي، قالت المنظمات النسوية التي سوقت الاحتلال إن الحالة الأمريكية هي – حتمية تاريخية علينا التعامل معها، وبذلك تدفع هؤلاء النسوة مقطوعات الجذور بالأرض العراقية- تهمة النيل من الإنسان العراقي حياة وكرامة وحرية، للتشدق فقط بشعارات مثل : الحرية والديمقراطية وحرية المرأة، ورفض العنف ضدها ( ويقصدن عنف الرجل وعنف الإسلام) مغمضات الأعين عما واجهته العراقية من انتهاك منذ أن وطأ الاحتلال بلدها.

وبهذا الصدد نود أن نسهم معاً في تفكيك أطروحات معاهد الديمقراطية التي مولت منظمات – نسائية وأخرى في حقوق الإنسان، بلغ عددها الآلاف، هجمت إلى السوق العراقية خلف الدبابات الغازية ولم تنطق حرفاً بالانتهاكات التي مارسها الاحتلال ضد المرأة العراقية وضد حقوق الإنسان واكتفت بالعمل على أجندة المشروع الأمريكي في مكاتب فاخرة محمية خلف جدران الاسمنت وبحراسات فاخرة – أيضا- من قبل رجال شركات الأمن المستوردين.

ويهمني أن اذكر بالمناسبة حادثة تباكي رئيسة منظمة المرأة القائدة وهي من المنظمات إياها بسبب هزيمة الأطروحات الليبرالية والعلمانية في هجمة ثقافة العنف الطائفي. إنها قالت:( توقعنا أن نحقق كمنظمات نسائية مع منظمات المجتمع المدني فوزاً لبرامج المرأة وإذا بنا نهزم أمام المد المذهبي والعنصري)، أي أن وعود بريمر للمرأة بمنحها مكرمة الكوتا التي وصلت إلى 30% كحصة للمرأة في القوائم الانتخابية ذهبت إدراج الرياح، واستغلت المرأة كوسيلة في العملية الانتخابية لتبييض وجه بريمر دون أن تنال محتوى لمشروعها، وهي ألان في المجلس النيابي ليست أكثر من امعة تشغل في أفضل مواقعها مقررة لجان ليس أكثر وذلك يحيلنا أيضا إلى منطق حراك المرأة من اجل أن تجسد مشروعها، والمنطلق يأتي من موقعها على الأرض لذا ارتأينا كهيئة أن نسهم بتفعيل المشروع الوطني، فكراً وثقافة ورؤية ضد مشاريع الهيمنة من خلال تبنينا لإنتاج ملفات "عقول " وحضورنا في الساحة الوطنية، كمفعلات للمشروع الوطني وفق مناخ وآليات ومبادرات، جعلت من حالتنا طرفاً في الحراك الوطني من جهة، والحراك النسوي المتجذر من جهة أخرى.

في ذلك علينا أن نقرأ كيف أن مفردة "المرأة" يتم تناولها اليوم بالتوازي مع مصطلحات ومفاهيم مثل "الجندر" أي النوع الجنسي أو النوع الاجتماعي، ونضع المصطلح بكليته بين قوسين عندما يتم التعاطي فيه من قبل "الليبرالية الجديدة" التي تجد فيه مصطلح يصلح لتفكيك قضايا المرأة وعزلها عن قضايا العدل والحرية والمساواة كقضايا مجتمع ووطن وأمة، حيث يتحدثون في العراق عن رفض عنف الرجل للمرأة، بينما ماكنة الاحتلال وفرق الموت تمضي في عنفها ضد المرأة والرجل والعراق جمعاً

وهنا نعيد على مستوانا صياغة المعادلة كقاعدة للعمل ضد الهيمنة إذ نقول انه مسعانا نحو مجتمع وإنسانية ليس فيها حر أو عبد، ذكر أو أنثى ، غني أو فقير، بمعنى إننا نعيد صياغة منظورنا في التعامل مع الجندر: امرأة +رجل =مجتمع ، وهما معاً في السعي نحو الانعتاق، لا رجل سجان لا امرأة سجينة، ومعاً يحطمان قضبان السجن، هذا على مستوى السعي المستمر ضد أسباب تخلفنا عن لقائنا ككائنين منعتقين

أما في الحالة العراقية الراهنة فنحن معاً في معركة التحرير، ونحن معاً في صناعة المصير، ونحن معاً شراكة الحاضر والمستقبل، ننجز شراكتنا على قاعدة الإنسان، ومن هنا ننطلق نحن النساء المناهضات للاحتلال في فهم دورنا القيادي في المهمة الوطنية



دعوة
لتفعيل حملة وطنية تدعم رؤية المرأة العراقية في المشروع التحرري




في خضم خمسة اعوام من الاحتلال الذي انتهك تفاصيل الحياة اليومية للفرد العراقي من جهة، والمجتمع العراقي من جهة اشمل، سعياً الى تصحير العراق من نواته الحية، وتحويله الى مجرد آبار نفط في صحراء لا يسكنها انسان، سوى موظفي الشركات الاحتكارية.
وفي خضم حيوية الصراع بين المشروع التحرري العراقي المقاوم للهيمنة والاستغلال والساعي للانعتاق بالبعدين الفلسفي والاخلاقي فإننا نحن النساء العراقيات، المنتميات الى المشروع التحرري بأبعاده الوطنية والقومية والانسانية والحضارية، نعلن أننا ندرك أبعاد مشروعنا الانعتاقي ومواقع اقدامنا فيه، كما ندرك كيف نصوغ معادلة الانعتاق على قاعدة: لا ذكر لا انثى، لا سيد لا عبد، لا غني و لا فقير.....
بمعنى ان لا مالك و لا مملوك بل انسان حر، بغض النظر عن الجنس او العرق او المذهب او الهوية الضيقة....
وبمعنى تفصيلي، فإننا نحن النساء العراقيات نصوغ مشروعنا على قاعدة الانسان الحر الصانع للعدالة عقداً اجتماعياً، والمنتج للفكر التحرري على قاعدة الانسان في توجهه التاريخي.... المستقبلي.
وعليه ...فإن المطبات التي يصنعها لنا العدو المناهض للحرية والتقدم، مهما استغل من وسائل قد تبدو فيها ان صورة المرأة العراقية هي صورة سلبية، هي مطبات لا تمثل إلا اطراف اللعبة، أما ماتصبو اليه العراقية الحرة، فهو مشروعها التحرري نحو الانعتاق الكلي على قاعدة الانسان والتاريخ.
وعليه ايضاً.... ندعو جميع قوى التنوير والقوى المقاومة للاحتلال، والنخب الفكرية والوطنية في المشروع التحرري الى دعم حملة المرأة الوطنية في ترسيخ رؤاها في المشروع الوطني القومي الانساني التحرري.



هيأة أرادة المرأة
بغداد العراق
تشرين الثاني 2007