عهد الحرائر
إن ما جرى في العراق منذ غزوه واحتلاله وما وصلت إليه تداعيات الاحتلال في أداء الحكومات النابعة عنه، يعكس ماهية الاحتلال وماهية الفئة السياسية التي تسوقه وتمثله في آن واحد، وعليه فإن النساء في العراق اللواتي أسقين درب الحرية بدماء الآباء والأبناء والأخوة والأزواج والأحباء واللواتي جعلن من ضفائرهن نسجاً لوحدة الصف ومن عباءاتهن مأمناً للأحرار واللواتي بدموعهن أرضعن الحرية حليباً لأيتام الشهداء، فإنهن يعتصمن بمشروع التحرير ثمن دماء الشهداء و لا يتراجعن عنه مهما يطبخ الطباخون في مطابخ اللعب السياسية وعملياتها القيصرية وولاداتها المشوهة.
أيها الأحرار في العراق والوطن العربي خصوصاً، نعلن أمامكم أننا لن نصرخ (و اسلاماه) ولن نبكي (وعروبتاه) ولن ننادي (ومعتصماه) إذا ما استمر المراؤون بالإسلام يستخدمونه لفرقة المسلمين والعرب ولتمزيق الوطن والأمة وإذا ما استمر المذهبيون بالمذهب يسرقون من الإنسان روحه وعقله ووعيه مقابل تمزيق الأرض واستباحة الثروات وتدنيس السماء والأنهار.
أيها الأحرار أينما كنتم وأية عقيدة آمنتم بها وأية مسؤولية حملتم تجاه الأرض والعرض، نعدكم نحن النساء في العراق أن نصّد مشاريع الاحتلال والخونة في بيع العراق عبر توقيع معاهدات أمنية أو تطبيعية مع العدو الصهيوني الغاصب أو صفقات بيع ثروات العراق، نعدكم ونعاهدكم إن فقدنا الرجال كل الرجال فإننا ولاّدات الحرية والتحرير والانعتاق مهما طال الزمن، كما نحن نلد للمستقبل كل يوم مزيداً من نسائه الحرائر ورجاله الأحرار.
تموز 2008