Democracy

Democracy

Friday, May 11, 2007

"I, Under Occupation" - "أنـا تـحـت الأحتـلال"

A Series of articles on the horrors of the occupation that touches the lives of all Iraqis by Hana Ibrahim - This is Part two.

مجموعة مقالات عن فضائع الأحتلال التي مست العراقيين بأجمعهم -هناء أبراهيم
الجزء الثاني
هذا هو مشروعي
اسمي هناء إبراهيم
عمري 58 عاماً
أرملة منذ 18 عاماً
أم، وجدة...
اعمل: متورطة
جاء عادل، إلى بيت خولة فنانة عفوية وأخت الرسامة التشكيلية يسرى العبادي , اللتين فتحتا لنا البيت حرصا علينا ,ولقربه من منتدى المرأة الثقافي الذي كنت أترأسه , وكانت يسرى تدير فيه المعرض الثابت ل 32 رسامة تشكيلية شابة , بعد أن انقطعت عن ممارسة الرسم مدة 17 عاما لأسباب عائلية, وكانت رؤى البزركان رئيسة الورشة التشكيلية تعاونها. جاء عادل إلى بيت خولة الكائن في حي المنصور خلف السوق المركزي يوم8 نيسان على ما أتذكر من عام 2003، طرق الباب , قال بوجه فيه كثير من الصدمة: دخلت دبابات الأمريكان إلى القصر الجمهوري...
كان وجه عادل صادقاً...بل كان خائفاً وقلقاً....، قلت لنفسي: بدأ عادل يخاف، يريد الركون إلى بيته وأهله.
قال عادل: إن أبي مريض جداً، إنه مخطر...
لأسهل الأمر عليه، قلت له: أذهب يا عادل إلى بيتك، كن إلى جانب عائلتك وأبيك... قال عادل : سأعود إليكم...
كنت وعائلتي قد تركنا بيتنا في الغزالية، كان حي الغزالية، قد افرغ من سكانه، كان بيتنا يقع في شارع 40، المعروف بشارع معمل الثلج، في مواجهة مزارع أبي غريب...
لا أتذكر أي يوم قبل 9 نيسان ربما قبله بيومين أو أكثر أو اقل قليلاً كنا قد تجمعنا في بيت أبي معتز وتجمعت معنا عائلة معتز، وعائلة فائق، عائلة معتز انضمت إلينا، في اللحظة التي قررنا فيها مغادرة اليرموك، كان بيت أبي معتز يقع عند الأربع شوارع، نهضنا من النوم على وقع ذلك الصوت الغريب، كان الرمي يبدو وكأنه يتساقط فوق رؤوسنا، خرجت إلى الحديقة، كان أبو معتز قد سبقني، قلت له أن الصوت يشبه رشاش الخمسمائة ذلك الذي كان يهبط فوقنا في عمان، أيلول عمان عام 1970....
قال:انه رمي من نوع لم نعتده، كان أبو معتز فريقاً متقاعدا في الجيش العراقي وكانت شهرته ترتبط بقيادته للواء العشرين... ذائع الصيت الذي دعم انقلاب 1968 ...، قلت له: يبدو أن الرصاص ينهمر من السماء فوق جسر السيدية ، كان أبو معتز لا يلتفت إلى ملاحظاتي، لكنه علق بقوله، نعم أن الرصاص ينهمر من السماء.
وعلمنا لاحقاً أن طائرات العدو الحربية تمارس مهمة التمشيط فوق الطريق السريع الذي يؤدي إلى الغزالية و "أبو غريب" ويساراً إلى العامرية وفوق جسر السيدية الذي يؤدي إلى حي اليرموك ومستشفى اليرموك والقادسية.
قال أبو معتز: ‘إنها معركة على جسر الجادرية ربما، والطائرات تمشط الأرض، ذلك يعني هجوماً أكثر شراسة سيقتحم بغداد ...، لم أحاول أن افهم، لم أكن أريد تصديق أن بغداد تسقط بيد الغزاة. وأبو معتز بدوره، لم يكن يريد التصديق، لكن وجهه بدا مهموماً قال:
- كانت هذه الطائرات تستعمل في فيتنام لتمشيط الغابات، ولا تستعمل عسكرياً كما لم تستعمل في أي حرب سابقة لتمشيط المدن.
ينتهي جسر الجادرية، قرب ساحة قحطان و جامع بلال، عند بداية الأربع شوارع، لا يبعد بيت أبي معتز إلا مسافة قليلة بين 300 إلى 400 م.
قبضة قوية، عصرت صدري، انسحبت إلى داخل البيت مع حلول الصمت.
دخل ورائي أبو معتز، أمرنا جميعاً أن نغادر البيت في الحال، ونتوجه إلى بيتي في الغزالية.
الوجوه الواجمة، وحدها تقابلك، الرعب والمجهول وفوضى اللحظة الراهنة، الجميع يتحركون بصمت واضطراب، لكنهم يتحركون كأنهم يساقون إلى المجهول، وقد سلموا أمرهم له.
***********
كيف لا يستسلم المستسلم؟ لا استطيع تفسير أسباب التمرد الذي صبغ سلوكي منذ صباي، قبله كان العناد يهيئني للتمرد، أما من يراقبني عن بعد، فأنه يمدح سلاستي، وقدرتي على التحمل والصبر لدرجة الاستسلام. هل استسلمت؟ لا إجابة بنعم أو لا .... عاندت الموت، انتصرت عليه لمدة شهر واحد، لكن الموت غلبني، مات قتيبة بعد شهر من الموعد الذي حدده الطبيب، قال الطبيب : أمامه شهر واحد فقط.....
قالها لي بهدوء، وربت على كتفي، كان قتيبة في الغرفة المجاورة يكمل ارتداء ملابسه في غرفة (الأشعة المقطعية).
وضعت يدي على فمي. غصّ في حلقي الصوت، وغصت الحكمة في قلبي.
أشرت للممرضة أن تمهلني قبل أن يدخل قتيبة، تماسكت كطبيب ماهر، والمريض يموت بين يديه.
استسلمت للحكمة لأول مرة في حياتي، كان قتيبة يقول لي : اعديني بحماسك، وكنت اتثاقف عليه. وأنا أمارس غروراً غير ذكي:
حاضر يا صاحب الحكمة.
لم أكن أرى أن الحكمة تنقصني، كنت أرفضها بحسم، فالحكمة التي ترش الملح على الطعام المج، تتعالى على أسئلة الشباب الجموع، و لا يجديها أن ترش السكر على الجراح الغائرة في النفوس، وجوع المتعففين.
استسلمت إلى اللحظة الراهنة، هرعت إلى الحمام، غسلت عيني بالماء البارد، شهقت نفساً عميقاً. بلعت نفسي إلى داخلي. التقيت بقتيبة في منتصف غرفة الانتظار، شعرت للوهلة التي التقت فيها نظراتنا، انه قرأ ما أخفيه. ثم، منحني الأمان، وقال: هيا نخرج..إنني تعب قليلا. لم يسال عن النتيجة. لم يسأل الطبيب. مضى إلى السيارة. ومضيت معه.
وصلنا إلى بيت أخته أم معتز في اليرموك، لم أرد على نظراتها السائلة الحائرة القلقة، دخلنا إلى صالة الجلوس معاً، تركته يجلس على الأريكة، قلت له: سأجلب كأساً من الماء ....، في الممر، ركضت نحو المطبخ، تقيأت الصوت المحبوس في صدري، كان بكائي حشرجة،كنت اختنق بالحقيقة التي يتوجب عليّ إعلانها أمام أخته وأمه وأهله والصمت عنها أمامه.... وأمام الأطفال ..
تعلمت الدرس جيداً: غسلت عيني بالماء البارد، وحملت كأس الماء إليه وأنا بكامل تماسكي.
مات قتيبة بعد شهرين من ذلك التاريخ، وليس كما توقع الطبيب، طال عمره شهراً كاملاً... عشتها معه ثانية ثانية، لحظة لحظة... ادفع الأيام إلى الحياة... لكنه مات فجر الجمعة المصادف في 21 كانون الثاني من عام 1989.
طوال ثماني عشرة عاماً، لم انطق كلمة "مات"، كنت أقول: راح، غير موجود، "ماكو قتيبة" .
اليوم، ولأول مرة أقولها معلنة استسلامي للموت
.



دعوة
لتفعيل حملة وطنية تدعم رؤية المرأة العراقية في المشروع التحرري




في خضم خمسة اعوام من الاحتلال الذي انتهك تفاصيل الحياة اليومية للفرد العراقي من جهة، والمجتمع العراقي من جهة اشمل، سعياً الى تصحير العراق من نواته الحية، وتحويله الى مجرد آبار نفط في صحراء لا يسكنها انسان، سوى موظفي الشركات الاحتكارية.
وفي خضم حيوية الصراع بين المشروع التحرري العراقي المقاوم للهيمنة والاستغلال والساعي للانعتاق بالبعدين الفلسفي والاخلاقي فإننا نحن النساء العراقيات، المنتميات الى المشروع التحرري بأبعاده الوطنية والقومية والانسانية والحضارية، نعلن أننا ندرك أبعاد مشروعنا الانعتاقي ومواقع اقدامنا فيه، كما ندرك كيف نصوغ معادلة الانعتاق على قاعدة: لا ذكر لا انثى، لا سيد لا عبد، لا غني و لا فقير.....
بمعنى ان لا مالك و لا مملوك بل انسان حر، بغض النظر عن الجنس او العرق او المذهب او الهوية الضيقة....
وبمعنى تفصيلي، فإننا نحن النساء العراقيات نصوغ مشروعنا على قاعدة الانسان الحر الصانع للعدالة عقداً اجتماعياً، والمنتج للفكر التحرري على قاعدة الانسان في توجهه التاريخي.... المستقبلي.
وعليه ...فإن المطبات التي يصنعها لنا العدو المناهض للحرية والتقدم، مهما استغل من وسائل قد تبدو فيها ان صورة المرأة العراقية هي صورة سلبية، هي مطبات لا تمثل إلا اطراف اللعبة، أما ماتصبو اليه العراقية الحرة، فهو مشروعها التحرري نحو الانعتاق الكلي على قاعدة الانسان والتاريخ.
وعليه ايضاً.... ندعو جميع قوى التنوير والقوى المقاومة للاحتلال، والنخب الفكرية والوطنية في المشروع التحرري الى دعم حملة المرأة الوطنية في ترسيخ رؤاها في المشروع الوطني القومي الانساني التحرري.



هيأة أرادة المرأة
بغداد العراق
تشرين الثاني 2007