Democracy

Democracy

Sunday, May 6, 2007

"I, Under Occupation" - "أنـا تـحـت الأحتـلال"

A Series of articles on the horrors of the occupation that touches the lives of all Iraqis by Hana Ibrahim - This is Part one.
مجموعة مقالات عن فضائع الأحتلال التي مست العراقيين بأجمعهم - الجزء الأول
هناء إبراهيم
تأخرت كثيراً في المحاولة، مع إني اشعر أن أصابعي كلها جاهزة للعمل، وأن مجساتي لم تتوقف لحظة عن الحركة، كما أن جهازي العصبي "مفوّل" أي متحفز، لا أتذكر منذ متى؟ حتى أني أكاد أوقن أن لي أفواها بعدد أيام عمري، لم تسّد ابداً، شفاهي تثرثر دون توقف، انهض من النوم متوترة، أكمل ثرثرتي معي تلك التي لم تكتمل في الحلم.
كل يوم – والله – أعيد ترديد حكاية، اروي على مسامعي قصصاً انوي كتابتها، أضع لها العناوين، بعد أن أغوص فيها: "بيت النافذة" ، "قدما السلحفاة" "الصعود إلى الجبل" "أول ناقلة أمريكية" "عيناه في عيني" "رجاء انظر في عيني وأنت تقتلني" "سيارة صغيرة للأحلام" "أنا تحت الاحتلال"....
ثرثرت بأيام عمري لكني لم اكتب إلا القليل مما رويته لنفسي.
دخلت في عامي الثامن والخمسين ودخل الاحتلال عامه الخامس، وانا لم اقل ما عليّ قوله كما يجب، متحفزة، مستثارة، أصابعي تنتفض، ذاكرتي مشحونة، أعصابي مشدودة، قلقي على أشده، نومي متقطع، أنفاسي متلعثمة، غضبي عارم، مشاعر الذل لم تفارقني، إحساسي بالكرامة متوفز، الثورة في داخلي تموج وتهوج، مشتتة، ومع هذا أحاول أن أبدو متماسكة...أخوض خطواتي، لا أتوقف عن التواصل مع اللحظة الراهنة، غير إني كطائر يمشي على قدميه، يبحث في الفضاء عن جناحيه....
لن استمر على هذا المنوال، اشعر هذه اللحظة بالتحديد إنني تأخرت كثيراً... وأدركت هذه اللحظة بالتحديد لماذا تأخرت، فليس من بداية واحدة,وإنما ثمة بدايات.
"أنا تحت الاحتلال" معادلة معقدة جداً رغم وضوحها؛ ولكن لماذا اخترت مفردة "أنا" لأخوض في مشروعي، ذلك ما علي أن أوضحه على شرط أن اختار مدخلاً مناسباً يشرح أسباب هذا الاختيار. ذلك مهم جداً، فأنا أميز بيني وبين البنت أسماء أو الخطاط فلاح، أو الأستاذ فارس، أو الشاعر حسن أما "تحت الاحتلال" فالظرف هنا يحدد موقعي زماناً ومكاناً، ويحدد اصطلاحاً طالما تعاملت به، لا سيما أن الاصطلاحات تحدثت عن دالات أخرى، لم افهمها بمعنى أني لم افهمها بقدر ما كنت حسنة النية، مثل احتلال تحريري، تحرير العراق، أو الحتمية التاريخية.
ذلك ما جعلني أتأخر، لم أحبذ الكتابة من داخل المشهد لم أحبذ الكتابة بدافع الانحياز، كنت ابحث عن وسيلة، تجعلني والآخر نمر بالإحساس ذاته إزاء الحالة حتى استطيع أن اطرح عليه سؤالاً أوليا: ولكن لماذا؟ كأن نرى معاً، أنا وهو، سيارة تمضي بسرعة 150 كم/الساعة في أحياء منطقة سكنية، وإذا بالسيارة تصطدم بطفل يركض وراء كرته، يرتمي الطفل تحت عجلاتها، يقتل الطفل، يموت الطفل... أمام مرأى الجميع، أنا أقف في زاوية من الشارع وهو يقف في زاوية أخرى، المشهد يصعقنا معاً، ربما نصرخ صرخة واحدة: آه الصغير مات؟ صورة تحكي قصة موت الطفل تحت عجلة سيارة كانت تسير بسرعة 150 كم/الساعة ، والطفل كان يجري وراء الكرة: معاً صرخنا :آه الصغير مات....
هذا ما كنت أسعى إليه.. أن أزج أسماء أو فلاح أو عماد أو حسن في المشهد، ثم أدُعنا، وأدعُهم أمام ضمير المشهد، فللصورة ضمير وإلا لما كنا نحن..نحن، واقصد الأسماء عينها وما تضيفه الأحداث من أسماء أخر.
تأخرت، لأنني بكل بساطة كنت أخشى سذاجتي، وأخشى انحيازي للطفل الصغير الذي مات تحت عملية السيارة المسرعة قبل أن يلتقط كرته.
أما وقد اخترت هذه اللحظة خط السير، فسأخوض في مشروعي بدرجة من القلق اقل، وبانحياز اكبر لعواطفي وأنا أرى صمت الموت في وجه الطفل السابح بدمائه: يا للهول، اقشعر جسدي من جديد.
نعم سأتحدث عن تجربة"أنا" "تحت" "الاحتلال"، أما البنت أسماء فعليها أن تخبرني عن "تجربتها" "تحت" "التحرير"، واعتقد أنها رأت ما رأيت، كان الذعر في عينيها يشبه الذعر الذي في عيني..أنا بقيت تحت الاحتلال حتى عامه الخامس، أما هي فقد مضت إلى طريق آخر، اشك أنها تحررت، إنها أسيرة ما سوف ارويه بالتداعي
:


يتبع.....



دعوة
لتفعيل حملة وطنية تدعم رؤية المرأة العراقية في المشروع التحرري




في خضم خمسة اعوام من الاحتلال الذي انتهك تفاصيل الحياة اليومية للفرد العراقي من جهة، والمجتمع العراقي من جهة اشمل، سعياً الى تصحير العراق من نواته الحية، وتحويله الى مجرد آبار نفط في صحراء لا يسكنها انسان، سوى موظفي الشركات الاحتكارية.
وفي خضم حيوية الصراع بين المشروع التحرري العراقي المقاوم للهيمنة والاستغلال والساعي للانعتاق بالبعدين الفلسفي والاخلاقي فإننا نحن النساء العراقيات، المنتميات الى المشروع التحرري بأبعاده الوطنية والقومية والانسانية والحضارية، نعلن أننا ندرك أبعاد مشروعنا الانعتاقي ومواقع اقدامنا فيه، كما ندرك كيف نصوغ معادلة الانعتاق على قاعدة: لا ذكر لا انثى، لا سيد لا عبد، لا غني و لا فقير.....
بمعنى ان لا مالك و لا مملوك بل انسان حر، بغض النظر عن الجنس او العرق او المذهب او الهوية الضيقة....
وبمعنى تفصيلي، فإننا نحن النساء العراقيات نصوغ مشروعنا على قاعدة الانسان الحر الصانع للعدالة عقداً اجتماعياً، والمنتج للفكر التحرري على قاعدة الانسان في توجهه التاريخي.... المستقبلي.
وعليه ...فإن المطبات التي يصنعها لنا العدو المناهض للحرية والتقدم، مهما استغل من وسائل قد تبدو فيها ان صورة المرأة العراقية هي صورة سلبية، هي مطبات لا تمثل إلا اطراف اللعبة، أما ماتصبو اليه العراقية الحرة، فهو مشروعها التحرري نحو الانعتاق الكلي على قاعدة الانسان والتاريخ.
وعليه ايضاً.... ندعو جميع قوى التنوير والقوى المقاومة للاحتلال، والنخب الفكرية والوطنية في المشروع التحرري الى دعم حملة المرأة الوطنية في ترسيخ رؤاها في المشروع الوطني القومي الانساني التحرري.



هيأة أرادة المرأة
بغداد العراق
تشرين الثاني 2007