Democracy

Democracy

Thursday, May 8, 2008

مدينة البؤساء

سكنتها ملح أرض السواد.. أجدادهم بناة بابل وأور والكوفة والبصرة وبغداد.. أجدادهم شهداء معرك القادسية وصفيّن وكربلاء وثورات النجف والرميثة والرارنجية وثورة العشرين.. أجدادهم عليهم السلام :علي والحسن
والحسين والكاظم وموسى بن جعفر
...
شيوخهم رحمهم الله تيجان معقودة على رأس كل العراقيين : محسن أبو طبيخ وعلوان الياسري والحاج عبد الواحد سكر وشعلان أبو الجون والحاج رايح العطية وعمران الحاج سعدون وقاطع العوادي ومنذور العبد الله والحاج صكبان آل بدير ومحمد العبطان ومرزوق العواد ونورالياسري وشعلان العطية و شعلان السلمان وغيرهم...
شقٌت سواعدهم الترع وزرعت وحصدت وأطعمت وأغنت المتخمين ..
عمّرت الأهوار والممالح والقرىوالأرياف والمدن..أقامت الطرق والمصانع والمستشفيات والمدارس والجامعات..منهم الشعراء والكتاب والعلماء والفنانين والمناضلين والشهداء..
أقام طواغيث الزمن على أشلائهم أكاليل ونٌصب ...طحنهم وأمتهن كرامتهم الملوك والأمراء والرؤساء والأقطاع والجوع والفقر والجهل والمرض... خطاياهم وكرمهم ونخوتهم وتضحيتهم وغريزتهم وعفويتهم الفطرية تلاعب بها شياطين النهار والليل..
قسوة الحياة والسلطة والأنسان جعلت قلوبهم تتعلق بقصص أبطال السماء وطقوس المعتقد.. لبسوا السواد وشقُوا الجيوب وضربوا الصدور وأدموا الرؤوس ولبسوا الأكفان أحياء وأقاموا الشعائر ودفعوا الزكاة وأقاموا المساجد ومشوا لأيمانهم حفاة عطاش ... ورثوا عن أجدادهم التصديق وعقدوا اللواء لأولي الأمر في الدين..
إبتزّ التاريخ عقولهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم وآمالهم ... عمل "السلطان" دوما على جعلهم عبيدا مهلّلين وحطبا وقرابين.. باعهم السلطان آمال الحياة والموت فعاشوا مهلّلين لطّامين وماتوا مغدورين مجهولين منسيّين..
اليوم في "مدينة البؤساء".. إجتمعت طواغيث التأريخ لتكرر فنون حصارالقتل والتدمير والهلع والتجويع وهتك الأعراض إستجابة "لنداء أهلها الموجه للمالكي في إنقاذهم من العصابات".. ولأن " المجرمين يستخدمون أهلهم دروعا بشرية خلال عملياتهم" وأن "إيران تدعمهم".. لذلك كله يقوم المالكي تسانده قوات الأحتلال الأمريكي و تحت
ألوية "صولة الفرسان" بحصار المدينة وقصف منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم بمدفعية الدبابات والضربات الجوية ملحقة
آلاف القتلى والجرحى...
إن سكنة " مدينة البؤساء" هم عراقيون.. وأن المحاصرين هم أهلنا من فقراء "الشيعة العرب" .. وأن قاتليهم محتل وخائن وعميل ومرتزق وحاقد غريب..
أما آن لله أن يظهر آياته تخرج إلى الناس لابسة المسوح حاسرة الرأس حافية القدمين تجأر بأن دم الحسين
وأهله حرام حرام حرام
!...
كمال القيسي
8 / 5 / 2008



دعوة
لتفعيل حملة وطنية تدعم رؤية المرأة العراقية في المشروع التحرري




في خضم خمسة اعوام من الاحتلال الذي انتهك تفاصيل الحياة اليومية للفرد العراقي من جهة، والمجتمع العراقي من جهة اشمل، سعياً الى تصحير العراق من نواته الحية، وتحويله الى مجرد آبار نفط في صحراء لا يسكنها انسان، سوى موظفي الشركات الاحتكارية.
وفي خضم حيوية الصراع بين المشروع التحرري العراقي المقاوم للهيمنة والاستغلال والساعي للانعتاق بالبعدين الفلسفي والاخلاقي فإننا نحن النساء العراقيات، المنتميات الى المشروع التحرري بأبعاده الوطنية والقومية والانسانية والحضارية، نعلن أننا ندرك أبعاد مشروعنا الانعتاقي ومواقع اقدامنا فيه، كما ندرك كيف نصوغ معادلة الانعتاق على قاعدة: لا ذكر لا انثى، لا سيد لا عبد، لا غني و لا فقير.....
بمعنى ان لا مالك و لا مملوك بل انسان حر، بغض النظر عن الجنس او العرق او المذهب او الهوية الضيقة....
وبمعنى تفصيلي، فإننا نحن النساء العراقيات نصوغ مشروعنا على قاعدة الانسان الحر الصانع للعدالة عقداً اجتماعياً، والمنتج للفكر التحرري على قاعدة الانسان في توجهه التاريخي.... المستقبلي.
وعليه ...فإن المطبات التي يصنعها لنا العدو المناهض للحرية والتقدم، مهما استغل من وسائل قد تبدو فيها ان صورة المرأة العراقية هي صورة سلبية، هي مطبات لا تمثل إلا اطراف اللعبة، أما ماتصبو اليه العراقية الحرة، فهو مشروعها التحرري نحو الانعتاق الكلي على قاعدة الانسان والتاريخ.
وعليه ايضاً.... ندعو جميع قوى التنوير والقوى المقاومة للاحتلال، والنخب الفكرية والوطنية في المشروع التحرري الى دعم حملة المرأة الوطنية في ترسيخ رؤاها في المشروع الوطني القومي الانساني التحرري.



هيأة أرادة المرأة
بغداد العراق
تشرين الثاني 2007