Democracy

Democracy

Wednesday, September 17, 2008

الى نساء أمريكا: أمن أمريكا القومي ليس في العراق

من نساء العراق
الى نساء أمريكا: أمن أمريكا القومي ليس في العراق

هيئة إرادة المرأة
في العراق الأسير
هل تساءلتن مرة واحدة : من المسؤول عن تفجيرات ( 11/ سبتمبر/ أيلول في نيويورك وواشنطن عام 2001 )؟ هل بحثتن عن الأسباب ؟ هل تلمستن الأصابع الخفية التي رسمت الفاجعة لتجعلكن أسيرات الخوف والرعب واضطراب الوعي ؟ ولتبعدكن عن حرية اختيار الموقف السليم من قرار الحرب ؟ بينما دفع قادتكن رجالكن وبناتكن الى خوض حرب الانتقام بدءا في أفغانستان ثم العراق ؟ و حتى اللحظة ما زال باب الحرب مفتوحا على فواجع قادمة هي كل( مكاسب الشعوب) في الحروب ؟! إن خسائرنا نحن النساء واحدة , قتلاكم لن يرحلوا الى الجنة بالتأكيد . . . ولن يروا النعيم مهما زرف بوش لأجلهم الدموع,ومهما تحدثت ( رايس )عن فرص أمريكا التاريخية في تغيير العالم حسب شهيتها. فأنتن أكثر دراية منا بهذه الحقيقة المؤلمة .
عمليا أصاب أذى التقتيل والتهجير والتدمير والاغتصاب نصف عدد سكان العراق تقريبا,والأرقام المعلنة تكشف للعالم حجم الكارثة , وما خفي منها كان أعظم :
ـ أكثر من مليون و 250 إلف ضحية قتلوا منذ غزو العراق في آذار
( 2003 ) ولا يعلمون كيف وقع عليهم الخيار في تحمل مسؤولية الأمن القومي الأمريكي في شوارع المدن العراقية والقرى والأحياء السكنية, بل لا يعلمون لماذا قتلوا ؟!!
ـ 6 ملايين مهجر داخل العراق وخارجه لم يشاركوا من قريب أو بعيد بالتخطيط لهجمات ( 11 أيلول / سبتمبر) ولا بالتنفيذ , بل كان كثر منهم متأثرا بالحلم الامريكي .
ـ أكثر من 5 ملايين أرملة ويتيم فقدوا المعيل , وضاعت منهم فرص الحياة الكريمة . سقطوا في مستنقعات الفقر والبطالة ولا يتحملون أية مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة عن عمليات ( 11 / أيلول / سبتمبر ) في واشنطن ونيويورك.هذا ما أثبتته التحقيقات الأولية والنهائية من قبل أجهزة دولتكم المختصة.
ـ 5500 عالم وأستاذ جامعي وأكاديمي وطبيب تم اغتيالهم بأصابع خفية وقاتل مجهول , هم الثروة القومية للعراق وهم أثمن من الثروة النفطية وجميعهم كانوا قد أدانوا هجمات ( 11 / أيلول / سبتمبر ) لأنهم يؤمنون بالبناء وصناعة المستقبل ,و ليس التهديم من آليات عملهم .
ـ280 ألف معتقل جرى اعتقالهم في سجون الاحتلال وسجون أتباعه , بينهم ألاف النساء ومئات الأطفال , تلصق بهم التهم جزافا ,و ليس بينهم على الإطلاق من شارك في هجمات ( 11 / أيلول / سبتمبر).
أيتها الصديقات إننا معا نستطيع إجراء عملية جمع حسابية بسيطة لنصل الى أن ( 13 ) مليون من أصل ( 28 ) مليون عراقي حسب آخر إحصائية سكانية قبل الاحتلال هم ضحايا غزو دولتكم لوطننا العراق وشعبه المسالم بشكل مباشر , أي أن نصف العراقيين تقريبا , دفعوا ثمن قرار بوش في اعتبار العراق عمق الأمن القومي الأمريكي ليسوغ احتلاله وقتل شعبه وتهجيره واغتصاب أطفاله وبناته وسرقة ثرواته وتحويله إلى بركة دماء متحركة في لعبة الفتنة القذرة!! أما النصف الباقي فإنه يعاني من الفقر والجوع والبرد القارص والصيف الطويل اللاهب والبطالة والحرمان واليأس.
يا نساء أمريكا
نحن نساء العراق لا نغرر , ولا نسقط في فخاخ الترهيب والتخويف لذلك نحن نلم بأسباب هجمات ( 11 / أيلول / سبتمبر ) على أمريكا . انه إرهاب الدولة التي تقوده أمريكا خدمة لمصالح الشركات التي تسيّرها , أن أمريكا من ضخت السلاح والمال الى( المجاهدين) في أفغانستان , من اجل إنهاء النفوذ السوفيتي فيها , وان قيادات أمريكا من أطلقت على( مجاهدي ) أفغانستان ( مقاتلو من اجل الحرية ) وان هذه القيادات من حولتهم الى إرهابيين بعد أن افترقت مصالحها معهم . . . وتبقى قياداتكم هذه تدير الإرهاب العالمي بصفتها دولة الإرهاب الأولى في العالم , وتشن حروب الإبادة ضد الشعوب الصغيرة وتصادر إراداتها لتمنعها من تقرير مصيرها والاستمتاع بحقوقها في الحرية والحياة والكرامة , والمساهمة في حضارة إنسانية تقوم على قيم العدالة والحرية والسلام .
أيتها النساء في أمريكا
إنكنّ تعلمن كما يعلم جميع الأحرار في العالم أن الأمن القومي الأمريكي ليس في العراق.إنما في أميركا خلف جدران البيت الأبيض والبنتاغون ( والسي آي إي) , بيد قادتكن السياسيين وهم من يقودون الشعب الأميركي الى هاوية الحروب التي تحصد أيضا أرواح أبنائه وتهدد عافية المجتمع النفسية وتأتي له بالإرهاب إلى الديار لتخويفه وترهيبه .وهم من بيدهم خيار السلام والتحول عن جعل أميركا دولة الإرهاب الأولى في العالم
أيلول /2008 15 .



دعوة
لتفعيل حملة وطنية تدعم رؤية المرأة العراقية في المشروع التحرري




في خضم خمسة اعوام من الاحتلال الذي انتهك تفاصيل الحياة اليومية للفرد العراقي من جهة، والمجتمع العراقي من جهة اشمل، سعياً الى تصحير العراق من نواته الحية، وتحويله الى مجرد آبار نفط في صحراء لا يسكنها انسان، سوى موظفي الشركات الاحتكارية.
وفي خضم حيوية الصراع بين المشروع التحرري العراقي المقاوم للهيمنة والاستغلال والساعي للانعتاق بالبعدين الفلسفي والاخلاقي فإننا نحن النساء العراقيات، المنتميات الى المشروع التحرري بأبعاده الوطنية والقومية والانسانية والحضارية، نعلن أننا ندرك أبعاد مشروعنا الانعتاقي ومواقع اقدامنا فيه، كما ندرك كيف نصوغ معادلة الانعتاق على قاعدة: لا ذكر لا انثى، لا سيد لا عبد، لا غني و لا فقير.....
بمعنى ان لا مالك و لا مملوك بل انسان حر، بغض النظر عن الجنس او العرق او المذهب او الهوية الضيقة....
وبمعنى تفصيلي، فإننا نحن النساء العراقيات نصوغ مشروعنا على قاعدة الانسان الحر الصانع للعدالة عقداً اجتماعياً، والمنتج للفكر التحرري على قاعدة الانسان في توجهه التاريخي.... المستقبلي.
وعليه ...فإن المطبات التي يصنعها لنا العدو المناهض للحرية والتقدم، مهما استغل من وسائل قد تبدو فيها ان صورة المرأة العراقية هي صورة سلبية، هي مطبات لا تمثل إلا اطراف اللعبة، أما ماتصبو اليه العراقية الحرة، فهو مشروعها التحرري نحو الانعتاق الكلي على قاعدة الانسان والتاريخ.
وعليه ايضاً.... ندعو جميع قوى التنوير والقوى المقاومة للاحتلال، والنخب الفكرية والوطنية في المشروع التحرري الى دعم حملة المرأة الوطنية في ترسيخ رؤاها في المشروع الوطني القومي الانساني التحرري.



هيأة أرادة المرأة
بغداد العراق
تشرين الثاني 2007